سى ان ان | الكنيسة تتهم غرباء اندسوا بمسيرة الأقباط والنيابة تحقق
الثلاثاء، 11 تشرين الأول/أكتوبر 2011،
القاهرة،مصر (CNN)-- أصدر مجمع الكنيسة القبطية، برئاسة البابا شنودة الثالث بيانا
حول أحداث ماسبيرو، التي تسببت بمقتل 25 شخصاً وجرح 272 على أقل تقدير،
فاتهم "غرباء" بارتكاب جرائم "ألصقت بالأقباط،" في حين بدأت النيابة
العسكرية التحقيق الموسع مع 25 من المتهمين على خلفية القضية، كما نُفذ حكم
الإعدام بحمام الكموني، المتهم بمذبحة كنيسة "نجع حمادي"
وقال بيان الكنيسة القبطية بعد اجتماع شنودة و70 أسقفا إن "الإيمان المسيحي
يرفض العنف،" وألمح إلى أن "غرباء اندسوا على المسيرة وارتكبوا هذه
الجرائم."
وأشار البيان إلى أن الأقباط "لهم مشاكل تتكرر دون محاسبة المعتدين ودون أعمال القانون أو وضع حلول جذرية."
من جانبه، نقل موقع التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط أن
النيابة العسكرية "بدأت تحقيقات موسعة مع 25 من المتهمين في أحداث
المصادمات والعنف التي شهدتها منطقة ماسبيرو."
ونقلت الوكالة أن المتهمين المقبوض عليهم "شاركوا في أعمال تخريب واعتداءات
على أفراد من القوات المسلحة وإحراق ممتلكات تخص الجيش المصري."
أما المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير الأوضاع في مصر فقد كلّف مجلس
الوزراء بـ"سرعة تشكيل لجنة لتقصى الحقائق للوقوف على ما تم من أحداث
بمنطقة ماسبيرو لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة حيال كل من يثبت
تورطه في تلك الأحداث بالاشتراك أو التحريض."
وأكد المجلس على "استمراره في تحمل المسؤولية الوطنية والحفاظ على مقدرات
الشعب ومكتسباته بعد ثورة 25 يناير وتنفيذ خارطة الطريق التي التزم بها حتى
نقل المسؤولية إلى سلطة مدنية منتخبة، وذلك بالرغم من بعض المحاولات التي
تهدف لهدم أركان الدولة ونشر الفوضى للحيلولة دون التحول الديمقراطي
المنشود" على حد تعبيره.
وفي توقيت جدير بالانتباه، جرى الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام شنقا الاثنين
بحق حمام الكموني، المتهم في قضية مذبحة نجع حمادي، بتهمة قتل 6 مسيحيين
ومسلم واحد، وذلك في السادس من يناير/كانون الثاني 2010، ليلة الاحتفال
بعيد الميلاد.
وكان رئيس الحكومة الانتقالية في مصر، عصام شرف، قد وصف أحداث العنف التي
شهدتها منطقة "ماسبيرو" في وسط القاهرة مساء الأحد، بأنها "مؤامرة دنيئة"
تستهدف مصر وشعبها، داعياً إلى وحدة أبناء الشعب المصري بكل طوائفه في
مواجهة تلك المؤامرة، في الوقت الذي أفادت فيه السلطات الصحية بارتفاع عدد
الضحايا إلى 25 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 272 جريحاً.
ووجه رئيس مجلس الوزراء المصري بياناً إلى الأمة، عبر التلفزيون الرسمي فجر
الاثنين، حول المواجهات الدامية التي اندلعت بين مئات المحتجين من الأقباط
وقوات الأمن والشرطة العسكرية، أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون مساء الأحد،
شدد فيه على قوله "إننا تستسلم للمؤامرة الدنيئة، التي تستهدف مصر وشعبها."
وقال شرف في البيان: "الأخوة المواطنون أبناء شعب مصر العظيم، لقد مرت مصر
بساعات عصيبة ومؤلمة لكل مواطن مصري شريف ومخلص، فقد شهدنا أحداث عنف غير
مبررة، راح ضحيتها عدد من أبناء مصر الشرفاء، من المدنيين والعسكريين"،
وشدد على أنه "من الصعب أن نركن لفكرة أن ما حدث في مصر خلال الساعات
الماضية، هو فتنة طائفية، ولكن المؤكد أنه مشهد من مشاهد هذه المؤامرة."
وتابع أن "هذه الأحداث عادت بنا إلى الخلف خطوات، وألقت بظلال من الخوف
والذعر على مستقبل الوطن، وبدلاً من أن نتقدم للأمام لبناء دولة حديثة على
أسس ديمقراطية سليمة، عدنا لنبحث عن الأمن والاستقرار، والشك في وجود أصابع
خفية خارجية وداخلية، تريد أن تقف أمام إرادة الغالبية العظمى من شعب مصر،
ورغبتهم في إقرار نظام ديمقراطي سليم."
وأضاف أن "أخطر ما يهدد أمن الوطن، هو العبث بملف الوحدة الوطنية، وإثارة
الفتنة ما بين المسيحيين والمسلمين من أبناء مصر العزيزة، وكذلك بين الشعب
والجيش، وهو مناخ يتيح الفرصة لأعداء الوطن كي يعبثوا بأمنه ويثيروا الفرقة
والشتات، هذا هو الهدف.. ولكننا لن نستسلم لهذه المؤامرات الخبيثة، ولن
نقبل بالعودة إلى الخلف، فلا أحد من شعب مصر يقبل بهذا الخراب الذي شهدناه
اليوم."
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا المواجهات إلى 24 قتيلاً على
الأقل، بالإضافة إلى أكثر من 213 جريحاً، عقب "قيام مسيحيين بالتعدي على
قوات من الجيش ورجال الشرطة العسكرية بالأسلحة النارية والسيوف والخناجر
والسنج"، أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في منطقة "ماسبيرو" بكورنيش النيل،
وفق ما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي.
وجاء في بيان لوزارة الصحة أن هناك 17 حالة وفاة في المستشفى "القبطي"، و2
في مستشفى "كوبري القبة العسكري"، و5 بمستشفى "معهد ناصر"، وذكر أنه تم
تحويل 193 مصاباً إلى المستشفيات، مازالوا يتلقون العلاج، من بينهم 86
مجنداً، و107 مدنيين، كما تم إسعاف 20 مصاباً في موقع الأحداث.
وذكر الموقع الإخباري الرسمي أن عدداً من المتظاهرين قاموا برشق رجال الجيش
والشرطة المكلفين بحماية مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالحجارة، وإحراق
سيارة تابعة للجيش، وعدد من السيارات الخاصة، وقطع طريق الكورنيش، أثناء
مسيرة نظمها نحو 10 آلاف مسيحي، للمطالبة بإقالة محافظ أسوان، على خلفية
أحداث العنف التي شهدتها قرية "المارنياب" مؤخراً.
وفي أعقاب أحداث ماسبيرو، تقرر فرض حظر التجول في منطقة التحرير والشوارع
المؤدية إليه، وميدان عبد المنعم رياض، وشارع كورنيش النيل من كوبري 6
أكتوبر وحتى منطقة وزارة الخارجية، وشارع رمسيس حتى ميدان العباسية،
اعتباراً من الساعة الثانية صباحاً بعد منتصف الليلة الماضية وحتى الساعة
السابعة من صباح الاثنين، وحذرت وزارة الداخلية المواطنين من عدم الالتزام
بقرار حظر التجول.